وبقيت روحه في بدنه وصار بينهما سبب كشعاع الشمس فان أذن الله في قبض الأرواح أجابت الروح النفس وإن أذن الله في رد الروح أجابت النفس الروح وهو قوله سبحانه الله يتوفى الانفس حين موتها الآية فما رأت في ملكوت السماوات فهو مما له تأويل وما رأت فيما بين السماء والأرض فهو مما يخيله الشيطان ولا تأويل له وقد مضى الوجه في التوفيق بين نسبة التوفي تارة إلى الله واخرى إلى ملك الموت واخرى إلى ملائكة اخر في سورة النساء إن في ذلك لآيات على كمال قدرته وحكمته وشمول رحمته لقوم يتفكرون .
(43) أم اتخذوا بل اتخذ قريش من دون الله شفعاء تشفع لهم عند الله قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون أيشفعون ولو كانوا على هذه الصفة كما تشاهدونهم.
(44) قل لله الشفاعة جميعا لا يشفع أحد إلا بإذنه له ملك السماوات والارض لا يملك أحد أن يتكلم في أمره دون إذنه ورضاه ثم إليه ترجعون في القيامة.
(45) وإذا ذكر الله وحده دون آلهتهم اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة إنقبضت ونفرت وإذا ذُكِرَ الذين من دونه قيل يعني الأوثان إذا هم يستبشرون لفرط افتتانهم بها ونسيانهم حق الله سبحانه ، القمي نزلت في فلان وفلان.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام إنه سئل عنها فقال إذا ذكر الله وحده
بطاعة من أمر الله بطاعته من آل محمد صلوات الله عليهم اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين لم يأمر الله بطاعتهم إذا هم يستبشرون.
(46) قل اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون فأنت وحدك تقدر أن تحكم بيني وبينهم فإني تحيرت في كفرهم وعجزت في عنادهم وشدة شكيمتهم.
(47) ولو أن للذين ظلموا ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء
(325)
العذاب يوم القيامة وعيد شديد وإقناط كلي لهم من الخلاص وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون زيادة مبالغة فيه وهو نظير قوله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم في الوعد.
(48) وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن وأحاط بهم جزاؤه.
(49) فإذا مس الانسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا أعطيناه إياها تفضلا قال إنما أوتيته على علم على علم مني بوجوه كسبه أو بأني سأعطاه لمالي من استحقاقه كذا قيل بل هي فتنة إمتحان له أيشكر أم يكفر ولكن أكثرهم لا يعلمون ذلك.
(50) قد قالها الذين من قبلهم يعني هذه الكلمة كقارون وقومه فإنه قاله ورضي به قومه فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون من متاع الدنيا.
(51) فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء المشركين بالعتو سيصيبهم سيئات ما كسبوا كما أصاب اولئك وقد أصابهم بالقحط والقتل وما هم بمعجزين فائتين.
(52) أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون .
(53) قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم أفرطوا في الجنآية عليها بالأسراف في المعاصي لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم والقمي قال نزلت في شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام لقد ذكركم الله في كتابه إذ يقول يا عبادي الآية قال والله ما أراد بهذا غيركم.
وفي المعاني والقمي عن الباقر عليه السلام قال وفي شيعة ولد فاطمة عليها السلام أنزل الله عز وجل هذه الآية خاصة.
وفي المحاسن عن الصادق عليه السلام ما على ملة إبراهيم غيركم وما يقبل إلا
(326)
منكم ولا يغفر الذنوب إلا لكم.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام إنه قال ما في القرآن آية أوسع من يا عبادي الذين أسرفوا الآية وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله إنه قال ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية.
(54) وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون .
(55) واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون بمجيئه فتداركون به.
(56) أن تقول نفس كراهة أن تقول يا حسرتى على ما فرطت بما قصرت في جنب الله في حقه وطاعته وقربه.
في المحاسن عن الباقر عليه السلام إن أشد الناس حسرة يوم القيامة الذين وصفوا العدل ثم خالفوه وهو قوله عز وجل أن تقول نفس الآية.
وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام في هذه الآية قال جنب الله أمير المؤمنين عليه السلام وكذلك من كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهي الأمر إلى آخرهم.
وفي الأكمال والعياشي عن الباقر عليه السلام نحن جنب الله.
وفي المناقب عنه وعن أبيه وعن ابنه عليهم السلام هذه الآية جنب الله علي عليه السلام وهو حجة الله على الخلق يوم القيامة.
وعن الرضا عليه السلام قال في ولآية علي عليه السلام.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنا جنب الله وفي الأحتجاج عنه عليه السلام في حديث وقد زاد جل ذكره في التبيان وإثبات الحجة بقوله في أصفيائه وأوليائه أن
(327)
تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله تعريفا للخليقة قربهم ألا ترى إنك تقول فلان إلى جنب فلان إذا أردت أن تصف قربه منه إنما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التي لا يعلمها غيره وغير أنبيائه وحججه في أرضه لعلمه بما يحدثه في كتابه المبدلون من إسقاط أسماء حججه منه وتلبيسهم ذلك على الامة ليعينوهم على باطلهم فأثبت فيه الرموز وأعمى قلوبهم وأبصارهم لما عليهم في تركها وترك غيرها من الخطاب الدال على ما أحدثوه فيه وإن كنت لمن الساخرين المستهزئين بأهله يعني فرطت وأنا ساخر.
(57) أو تقول لو أن الله هداني بالأرشاد إلى الحق لكنت من المتقين الشرك والمعاصي.
(58) أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين في العقيدة والعمل ولو للدلالة على أنه لا يخلو من هذه الأقوال تحيّرا أو تعللا بما لا طائل تحته.
(59) بلى قد جآئتك آياتى فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين رد من الله عليه لما تضمنه قوله لو أن الله هداني من معنى النفي.
القمي يعني بالآيات الأئمة عليهم السلام.
(60) ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة .
القمي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال من إدعى أنه إمام وليس بإمام قيل وإن كان علويا فاطميا قال وإن كان علويا فاطميا.
وفي الكافي والعياشي مثله أليس في جهنم مثوى مقام للمتكبرين عن الأيمان والطاعة.
القمي عنه عليه السلام قال أن في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له سقر شكا إلى الله شدة حره وسأله أن يتنفس فأذن له فتنفس فأحرق جهنم.
(61) وينجّي الله الذين اتقوا بمفازتهم بفلاحهم وقريء بالجمع لا يمسهم
(328)
السوء ولا هم يحزنون .
(62) الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل يتولى التصرف فيه.
(63) له مقاليد السماوات والارض مفاتيحها لا يملك أمرها ولا يتمكن من التصرف فيها غيره وهو كنآية عن قدرته وحفظه لها والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون .
(64) قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون .
في الجوامع روي أنهم قالوا استلم بعض آلهتنا نؤمن بإلهك فنزلت.
(65) ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك من الرسل لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين .
(66) بل الله فاعبد رد لما أمروه به وكن من الشاكرين أنعامه عليك القمي هذه مخاطبة للنبي صلى الله عليه وآله والمعنى لامته وهو ما قال الصادق عليه السلام إن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وآله بإيّاك أعني واسمعي يا جارة والدليل على ذلك قوله تعالى بل الله فاعبد وكن من الشاكرين وقد علم أن نبيه صلى الله عليه وآله يعبده ويشكره ولكن استعبد نبيه بالدعاء إليه تأديبا لامته.
وعن الباقر عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية فقال تفسيرها لئن أمرت بولآية أحد مع ولآية عليّ عليه السلام من بعدك ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام يعني إن أشرك في الولآية غيره قال بل الله فاعبد وكن من الشاكرين يعني بل الله فاعبد بالطاعة وكن من الشاكرين أن عضدتك بأخيك وابن عمك.
(67) وما (1) قدروا الله حق قدره ما قدروا عظمته في أنفسهم حق تعظيمه حيث وصفوه بما لا يليق به.
____________
(1) أي ما عظم الله حق عظمته إذ عبدوا غيره وأمروا نبيه (ص) بعبادة غيره.
(329)
في التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له لما شبهه العادلون بالخلق المبعّض المحدود في صفاته ذي الأقطار والنواحي المختلفة في طبقاته وكان عز وجل الموجود بنفسه لا بأداته انتفى أن يكون قدروه حق قدره فقال تنزيها بنفسه عن مشاركة الأنداد وارتفاعها عن قياس المقدرين له بالحدود من كفرة العباد وما قدروا الله حق قدره الآية فما دلك القرآن عليه من صفته فاتبعه ليتوسل بينك وبين معرفته وأتم به واستضئ بنور هدايته فإنها نعمة وحكمة اوتيتها فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين وما دلك الشيطان عليه مما ليس في القرآن عليك فرضه ولا في سنة الرسول وأئمة الهدى عليهم السلام أثره فكل علمه إلى الله عز وجل فإن ذلك منتهى حق الله عليك.
وعن الباقر عليه السلام إن الله لا يوصف وكيف يوصف وقد قال في كتابه وما قدروا الله حق قدره فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك.
والقمي قال نزلت في الخوارج والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمِينِهِ تنبيه على عظمته وحقارة المخلوقات العظام التي تتحير فيها الأوهام بالأضافة إلى قدرته ودلالته على أن تخريب العالم أهون شيء عليه كذا قيل والقبضة المرة من القبض اطلقت بمعنى القبضة وهي المقدار المقبوض بالكف.
في التوحيد عن الصادق عليه السلام قبضته يعني ملكه لا يملكها معه أحد قال اليمين واليد القدرة والقوة مطويات بيمينه يعني بقوته وقدرته سبحانه وتعالى عما يشركون .
(68) ونفخ في الصور يعني المرة الاولى فصعق من في السماوات ومن في الارض خروا ميتين إلاّ من شاء الله .
في المجمع روي مرفوعا هم جبرئيل وميكائيل واسرافيل وملك الموت.
وفي روآية أن النبي صلى الله عليه وآله سأل جبرئيل عن هذه الآية من ذا الذي لم يشأ الله أن يصعقهم قال هم الشهداء متقلدون أسيافهم حول العرش ثم نفخ فيه أخرى نفخة اخرى فإذا هم قيام ينظرون قائمون من قبورهم يقلبون أبصارهم في الجواب.
(330)
القمي عن السجاد عليه السلام أنه سئل عن النفختين كم بينهما قال ما شاء الله قيل فأخبرني يا ابن رسول الله كيف ينفخ فيه فقال أما النفخة الأولى فإن الله عز وجل يأمر إسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه الصور وللصور رأس واحد وطرفان وبين رأس كل طرف منهما إلى الآخر مثل ما بين السماء والأرض فإذا رأت الملائكة اسرافيل قد هبط إلى الدنيا ومعه الصور قالوا قد أذن الله في موت أهل الأرض وفي موت أهل السماء قال فيهبط إسرافيل بحظيرة بيت المقدس وهو مستقبل الكعبة فإذا رآه أهل الأرض قالوا قد أذن الله تعالى في موت أهل الأرض فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي الأرض فلا يبقى في الأرض ذو روح إلا صعق ومات ويخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح إلا صعق ومات إلا اسرافيل قال فيقول الله لأسرافيل يا إسرافيل مت فيموت إسرافيل فيمكثون في ذلك ما شاء الله ثم يأمر السماوات فتمور ويأمر الجبال فتسير وهو قوله تعالى يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا يعني تبسط وتبدل الأرض غير الأرض يعني بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته قال فعند ذلك ينادي الجبار تبارك وتعالى بصوت من قبله جهوري يسمع أقطار السماوات والأرضين لمن الملك اليوم فلا يجيبه مجيب فعند ذلك يقول الجبار عز وجل مجيبا لنفسه لله الواحد القهار وأنا قهرت الخلائق كلهم وأمتهم إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي ولا وزير وأنا خلقت خلقي بيدي وأنا أمتهم بمشيئتي وأنا أحييهم بقدرتي قال فينفخ الجبار نفخة اخرى في الصور فيخرج الصوت من إحدى الطرفين الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات أحد إلاّ حيّ وقام كما كان ويعود حملة العرش ويحضر الجنة والنار ويحشر الخلائق للحساب قال الراوي فرأيت علي بن الحسين عليهما السلام يبكي عند ذلك بكاء شديدا.
وعن الصادق عليه السلام إذا أراد الله أن يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم وقال أتى جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذ بيده وأخرجه إلى البقيع فانتهى به إلى قبر فصوّت بصاحبه
(331)
فقال قم بإذن الله فخرج منه رجل أبيض الرأس واللحية يمسح التراب عن رأسه وهو يقول الحمد لله والله أكبر فقال جبرئيل عد بإذن الله تعالى ثم انتهى به إلى قبر آخر فقال قم بإذن الله فخرج منه رجل مسود الوجه وهو يقول يا حسرتاه يا ثبوراه ثم قال له جبرئيل عد إلى ما كنت فيه بإذن الله عز وجل فقال يا محمد هكذا يحشرون يوم القيامة فالمؤمنون يقولون هذا القول وهؤلاء يقولون ما ترى.
(69) وأشرقت الارض بنور ربها قيل بما أقام فيها من العدل سماه نورا لأنه يزين به البقاع ويظهر الحقوق كما سمىّ الظلم ظلمة ففي الحديث الظلم ظلمات يوم القيامة.
والقمي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال رب الأرض إمام الأرض قيل فإذا خرج يكون ماذا قال إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزؤون بنور الأمام عليه السلام.
وفي إرشاد المفيد عنه عليه السلام قال إذا قام قائمنا أشرقت الأرض بنور ربها واستغنى العباد عن ضوء الشمس ونور القمر وذهبت الظلمة ووضع الكتاب للحساب وجيء بالنبيين والشهداء القمي الشهداء الأئمة عليهم السلام والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الحج ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا أنتم يا معشر الأئمة شهداء على الناس وقُضي بينهم بين العباد بالحق وهم لا يظلمون .
(70) ووفيت كل نفس ما عملت جزاؤه وهو أعلم بما يفعلون فلا يفوته شيء من أفعالهم.
(71) وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا أفواجا متفرقة بعضها في أثر بعض على تفاوت أقدامهم في الضلالة والشرارة حتى إذا جاؤُها فتحت أبوابها ليدخلوها وقريء بتخفيف التاء وقال لهم خزنتها تقريعا وتوبيخا ألم يأتكم رسل منكم من جنسكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين كلمة الله بالعذاب علينا وهو الحكم عليهم بالشقاوة وأنهم من أهل النار.
(332)
(72) قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين قد مضى اخبار بيان أبواب جهنم في سورة الحجر.
(73) وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة إسراعا بهم إلى دار الكرامة ويساقون راكبين كما مر في سورة مريم (ع) زمرا على تفاوت مراتبهم في الشرف وعلو الطبقة حتى إذا جاؤُها وفتحت أبوابها قيل حذف جواب إذا للدلالة على أن لهم حينئذ من الكرامة والتعظيم ما لا يحيط به الوصف وأن أبواب الجنة تفتح لهم قبل مجيئهم منتظرين وقال لهم خزنتها سلام عليكم لا يعتريكم بعد مكروه طبتم طهرتم من دنس المعاصي.
القمي أي طاب مواليدكم لأنه لا يدخل الجنة إلا طيب المولد فادخلوها خالدين .
في الخصال عن الصادق عن أبيه عن جده عن عليّ عليهم السلام قال إن للجنة ثمانية أبواب باب يدخل منه النبيون والصديقون وباب يدخل منه الشهداء والصالحون وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبونا فلا أزال واقفا على الصراط أدعو وأقول رب سلم شيعتي ومحبّيي وأنصاري وأوليائي ومن تولاني في دار الدنيا فإذا النداء من بطنان العرش قد اجيبت دعوتك وشفعت في شيعتك ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولاني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفا من جيرانه وأقربائه وباب يدخل منه سائر المسلمين ممن يشهد أن لا إله إلا الله ولم يكن في قلبه مثقال ذرة من بغضنا أهل البيت.
وعن الباقر عليه السلام أحسنوا الظن بالله واعلموا أن للجنة ثمانية أبواب عرض كل باب منها مسيرة أربعماة سنة.
(74) وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده بالبعث والثواب وأورثنا الارض .
القمي عن الباقر عليه السلام يعني أرض الجنة نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين الجنة.
(333)
(75) وترى الملائكة حافين محدقين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم ذاكرين له بوصفي جلاله وإكرامه تلذذا به وفيه إشعار بأن منتهى درجات العليين وأعلى لذايذهم هو الأستغراق في صفات الحق وقضي بينهم بالحق بين الخلق وقيل الحمد لله رب العالمين أي على ما قضى بيننا بالحق والقائلون هم المؤمنون.
في ثواب الأعمال عن الصادق عليه السلام من قرأ سورة الزمر إستخفافا من لسانه أعطاه الله من شرف الدنيا والآخرة وأعزه بلا مال ولا عشيرة حتى يهابه من يراه وحرم جسده على النار وبُني له في الجنة ألف مدينة في كل مدينة ألف قصر في كل قصر مأة حوراء وله مع هذا عينان تجريان وعينان نضاختان وجنتان مدهامتان وحور مقصورات في الخيام وذواتا أفنان ومن كل فاكهة زوجان.
وفي المجمع مثله بدون قوله إستخفافا من لسانه وقوله ذواتا أفنان إلى آخره